بسم الله الرحمن الرحيم
عراقيون، لا تحنى بإذن الله لهم هام، ولن يخدش إيمانهم جور سلطان
اليوم وبعد ما حلّ بنظام زين العابدين بن علي في تونس على يد أبناء شعبنا فيها ، وما يعانيه نظام الردة في مصر ، والذي كان له اليد الطولى والباع في التحريض والعمل على تدمير العراق أرضا وشعبا ونظاما ، وبمعونة نظم أخرى للأسف تدعي العروبة والإسلام لم تكن لتوجد لولا الإرادة الدولية ، ولولا خنوعها للعامل الخارجي وامتثالها لكل ما يريد بكل دناءة ورخص على حساب كل الثوابت الشرعية والقومية ، وبعد أن بان زيف النفاق والدجل الأمريكي المتمثل بالتخلي عن أزلامهم ووقوفهم عاجزين أمام إرادة الجماهير ، فهل يا ترى عاقل من لم يستدرك ويسعف حاله ومستقبله من غضب عارم قادم لا محالة ليطيح بكل الرؤوس العفنة التي ما برحت تتغنى بالحرية والديمقراطية التي جلبوها للعراق ، بعد كل انهار الدم التي بسببهم سالت ، وأبيدت عائلات وشردت ، ومدن ودور ومؤسسات ومصانع وحقول دمرت ، لا لشيء إلا لتمتد أياديهم القذرة قتلا وسرقة وتدميرا خدمة لأسيادهم خارج الحدود ، وان كانت بنية النظام القائم الخانع العميل قد بنيت على من أتى على ظهر الدبابة وليكون دليلا للمحتل في تدمير الوطن بعد أن قبض الثمن وما زال ، نقول لمن خدع ببريق الإعلام الأمريكي من أهلنا العراقيين وسار مع المحتل جهلا أم طمعا ، في مكسب ما هو إلا بالحرام وما هو إلا بالتنكر لكل المقدسات ، ونخص منهم من امتهن القضاء ، ومن ارتدى زي العسكرية دون شرفها ملتحقا بقوات الحكومة العميلة المسلحة وبكل صنوفها ، ولغيرهم من الذين تورطوا في تمهيد الطريق أمام هؤلاء وكانوا لهم عونا رغبة أم رهبة ، أما آن الأوان لترعووا وتعودوا لرشدكم ولتكن ثورة الشعب العربي في تونس ومصر ماثلة أمام أعينكم ، وهل لكم من راد لغضب الجماهير حين دنو أجلكم وهو بإذن الله وهمة المخلصين قريب، توبوا إلى الله واطلبوا منه المغفرة عسى أن يشفع لكم ذلك عند أشراف العراق ، وطهروا النفس والبدن مما لحق بكم من أدران جراء الانصياع الأعمى لطلبات المحتل وعملاءه ، وتذكروا إن تناسى الشعب ورحم ، فالتاريخ لا يرحم . وعلى أهلنا في كل مكان من مدن العراق، ممن خدع في يوم ما من وعود فاسق كاذب، وزين لهم الخيانة طهر ، عليهم المسؤولية مضاعفة في الوقوف وقفة حق ووقفة رجال في نبذ هؤلاء الخونة الإمعات اللذين فرطوا بكل شيء كي تمتلئ الجيوب وتشييد القصور والعمارات في أرقى أحياء المدن الكبرى ، من دون أن ينال ابن الشعب الذي صدّق كذبهم تجاوزا على مبادئه التي يؤمن على ابسط حقوقه ، لا بل نهبت منه حقوقه التي كان يتمتع بها لتدخل جيوبهم رزما من الدولارات ، ألا لعنة الله على الدولارات ومن رخص أمامها ليفرط بكل شيء ، ولعن الله من والى الطاغوت على حساب دينه ووطنه ، ولتنتصب هامتك أيها المجاهد ألقا لما قدمته للوطن وأهله وبما يرضي الله والشعب ، ويغيض كل حاقد خانع ذليل ، فنصرنا آت لا محال ، وما النصر إلا من عند الله .
بغداد في 31/1/2011
عنه/غفران نجيب
إِلَيكِ نَحُـج توَبــةً
حائـرة عطشـى وبنيهـا و القلب محزون
ووفيـر ماؤها غصبا حجر وبالحقد مرهون
ثـكلى من السبايا قصـدا حسبت بخيانة
أخ فاسـق وتسلـط مهووس أهوج مجنون
أكبـادهـا بـدروب الفـضيــلـة انـتزعـت
وفي الحقـول قتّـلت و المنازل والسـجون
دار فخر وعز لذي حاجة يوما ما بخلت
غدرا دنست وضياء فجرهـا أحجبه مأبون
أزقـتـها ، بـدمـاء أبنـائهـا اصطـبغـت
وحاراتها والضواحي والصباحات والسنون
بعفافها استذرعت(1) وصمـدت ولشرفها
الجوع لزمـت و لعرضهـا و العهـد تصـون
حماهـا جلّ أبنائهـا من المهـالك دهـرا
برعاية الجبـار العزيـز الرحيم ربّ المنون
بسـم الله الحـق كـانـت قــد عاهـدت
أن لا تكـون لغـير العـدل والخـير المأمون
و أن تـكـون لأهلهـا سمحاء نقية الروح
عـن القيـم تـذود ولهـا النـفــس تـهون
و بمنـهجهـا للأيمـان رسـّخت و سـبيل
الصدق سلكت وكل صراط بالحب مضمون
بـيوت الرحـمن فيهـا عمرت والقلـوب
بالإيمان امتلأت وصدحـت ورفضت الـدون
أهل عشق توسدوا ثيابها وشاعر تغنى بها
وعالم لهـا خشع وعفيفا كفت عنه ديـون
سبحان مـن حباهـا بكـل ما العيـن رأت
والنفس وما رغبت ، درة ترنـو لها العيون
بغـداد .. معـذرة لـوأدنـا فيـك الحلـــم
ولقتلنـا الأمل و الســتر والصـدر الحنـون
بنـا أتتـك الشرور من كل حدب وصوب
وعليـك المنايا أطبقت بسهامها الهـون (2)
نحوك خطواتنا تسارعت بغضا و حسدا
وللعدو فتحنا الخزائن والشوارع والحصون
طوعـا وذلا خضعنـا لرغبـة أفّـاك آثــم
وبإرادتنا نزعـنا العقل وقبلنـا المجون(3)
أملنّا بحيـاة لم يدركهـا بـشر و برغـيـد
عيـش ومستقبل مزدهـر مكفـول مضمون
قلوب الأهل دامت فيك صامدة وعقولهـا
وبقوة الإيمان تذود عزا عن العراق الميمون
فضحت الكذب وكـل زيـف وأجهـضت
معاول الفتـنة والتمزيـق و فـرض السكون
أ يكفـي أن نقـول قـد خـدعنـا ، وهـل
لمثـل فعلنـا عـذرا، ولـه الـتوبة تكـون
معذرة بغداد فأن مصيبتك فينا عظيمة وهل
لغيرك العفـو يا ذا الكرم والخير المشحون
إليك نحبوا ندما ونحج توبة وبغيرك لن
يكون لنا عمرا وليس لغيـرك عفـو ملعـون
بغداد في 4 يسان2007
1 : استذرعت : احتمت
2 : الهــون : الشّدة ـ الخزي
3 : المجـون : قلة الحياء