بسم الله الرحمن الرحيم
لنشد العزم ونعلو بالهمة لعينك يا عراق
ربما لا يختلف اثنان ان المعركة التي تدور رحاها اليوم على ارض العراق ، ارض الأنبياء والأولياء والصالحين ، لهي من طراز المعارك المتفردة بكل القياسات ،وهي من المعارك الحاسمة التي ستترتب على نتائجها من المتغيرات ما سيصاب بشظاياها ابعد موقع حظري في العالم ، وقد يكون العامل المشترك بينها وبين غيرها من المعارك على مر التاريخ ، أنها تدور بين معسكر الظلم ومن لف لفه بإمكاناته الهائلة والمتجددة من جهة ، ومعسكر الإيمان ومن اصطف به وله بإمكاناته الروحية والمعنوية ولا غيرها إلا رضا الله وعونه ودعم المؤمنين من جهة أخرى ، أما عدى ذلك ففيها من المتغيرات والإمكانات المضافة على المستوى التقني والعملياتي واللوجستي ما لم يوظف بأية معركة شبيهة ، وسخر فيها من وسائل للإعلام وضخ إعلامي وجهد استخباري متواصل استهدف كل تفاصيل صف الإيمان ما لم تشاهده بهذا المستوى من الاتساع والتنوع أو تحضى به معركة قبلها على مستوى المعمورة ، وان كانت إدارة العدوان الأمريكية ومن تحالف معها من أنظمة استعمار قديم ، وأنظمة استبداد قائمة وأنظمة من مختلف الجنسيات لها خانعة ، قد أدركت خطورة مشروعها ألاحتلالي واعدت له العدة وفقا لرؤيتها ومنهجها في استقراء الأشياء ، فهل يا ترى في المقابل وبعد أن حدث الغزو واستبيح العراق بخيانة أخ وصديق وجرى له ولشعبه ما لم يسجل مثله في التاريخ ، أ كان لصف الإيمان إدراكه لأبعاد المعركة وما تمثله من فرصة نادرة الحدوث للارتقاء بالأداء وتحقيق كامل الأهداف التي كثيرا ما ناضل من اجلها أبناء امتنا واستشهد لأجلها الآلاف تعبيدا لطريق انجازها ، لربما الإجابة لأي مراقب تكون بنعم ودليله على ذلك حجم الخسائر التي لحقت بقوات الاحتلال وعملائه منذ تدنيسهم لأرضنا الطيبة ، ولكن لنسأل لأي هدف ، هل هو لهدف إخراج المحتل أم لدحره ، ونقول لمن يناضل لإخراج المحتل من العراق دون دحره كأنما وضعه كالعير في الصحراء يقتلها الظمأ والماء على ظهورها محمول ، فإخراج العدو أو إعطاءه الذريعة للخروج ما هو إلا نصرا له ينتظره ويعمل عليه بعد ما علقت قدماه في فخاخ أبطال العراق وحيدت قدراته الإستراتيجية بفعل وجوده على الأرض ، وأية نتيجة مهما كانت غير دحره ما هي إلا إنقاذا له من ورطته التي هو فيها ونصرا لعملائه في المنطقة ، وليتذكر الجميع ان العراق بعز تضحيته في سبيل الوطن والأمة وعز قوته ، كيف تعامل معه الأشقاء بوحي أو أملاءات خارجية ، فكيف سيتعاملون معه والجيش الأمريكي بات مقيما وحاميا وموجها مباشرا لهم ان أراد هذا لعراق ممارسة دوره الطبيعي السيادي المستقل ولا غيره ، وهل يدرك الآخرون ان ممارسة العراق لدوره الطبيعي لا يعتبره البعض من هذه الأنظمة إلا خطرا داهما عليهم لابد من تحجيمه ان لم يكن ردعه ، وأي خروج للمحتل دون دحره سوف يتم وفقا لشروط لا تخلو من مكاسب يحققها على المدى المنظور والبعيد مقابل ما تحققه المقاومة الوطنية من مكاسب والتي ستبقى رهنا بحجم انتصاراتها على الأرض وليس غيره ، وعدا ذلك فان ما تحصل عليه المقاومة جراء مشاركة هذا الطرف أو ذاك نصرها ، هي في حقيقة أمرها سنياهورات أمريكية أوكلت للآخرين تمريرها فهل ينطلي ذلك على الصف المجاهد ، وهل المطلوب ان تقيد المقاومة الوطنية البلاد بشروط وقيود لا تخدم غير المحتل وعملائه ولمدى غير منظور ، ولنعد لبداية الحديث ، ان معركة بهذا المستوى لا يمكن تحقيق النصر فيها دون ان يعطى للعقل فرصته في اخذ مداه الناضج المبدع ، ودون تميز أداءنا بالتضحية المطلقة على كل الصعد ، ودون منح الجماهير فرصة التعبير الحر والشفاف عن ما يختلج صدورها والتوقف عن مصادرة رأيها أو تكييفه وفقا لرغباتنا طالما هو في صف الثورة والجهاد ، وتجنب الأداء السياسي أو المصطنع لان وعي الجماهير لا يدانه وعي ، والعمل على خلق السور الشعبي الآمن للثورة المسلحة ورجالاتها أبطال الجهاد من خلال تعميق مصيرية الارتباط بين أطرافها ، والجماهير لاشك هي نفيضتها . هنا من حقنا الاستشهاد وبتفاخر عن ما حققه البعث في العراق وما حققته قيادة الرئيس صدام حسين لهذا الوطن والحزب ، ولنسأل ألم يكن للبعث تنظيمات أخرى على عموم الساحة العربية ، و ألم يكن للبعث قادته في العراق قبل صدام حسين ، وحين نذكر سيادته علينا ان نصحح خطأ قد يقع فيه الآخرين ، وهو ان الشهيد الرمز رحمة الله عليه ورضاه ، لم يعلو نجمه قائدا جماهيرا بفضل ثورة 17 ـ 30 تموز 1968، بل كان لسيادته الدور الفعال والحاسم في إعادة بناء الحزب قبل الثورة والتخطيط والتمهيد لقيامها قائدا جماهيريا يشار له بالبنان ، والسؤال هنا أيضا ، بأية عقلية قاد الرئيس الشهيد عملية إعادة بناء الحزب وتنفيذ الثورة ، هل كانت قيادة تقليدية كما هو حال العديد من القيادات في العراق والأقطار العربية ، أم استنبط ظروفا وشروطا للقيادة استأثر بها لحد ما بحكم ما منحه الله من مزايا وخصائص مكنته من تجسيد مبادئ البعث في شخصه لتوفر له التفافا جماهيريا فاعلا قل نظيره، تمكن من خلاله ورفاقه قيادة وإدارة النضال السري بكل فاعلية إلى مرفأ الأمان بنجاح الحزب تحقيق الثورة في العراق عام 1968 ، وعلى الرغم من نوعية الأداء وتفتح العقل لمعالجة تعقيدات ظروف ما بعد ردة تشرين 1963 ( ضرب سلطة الحزب في العراق ، ضرب القيادة القومية الشرعية للحزب في سوريا بانقلاب عسكري وتعيين قيادة بديل عنها وما ترتب عليه من انشقاق البعض عن الحزب في العراق وعلى عموم ساحات انتشاره ، مطاردة القيادة الشرعية للحزب والتحريض المستمر التي أقدمت عليه قوى الانقلاب للفتك بأعضاء قيادة قطر العراق وامتدادها التنظيمية فيه ، وغيرها من ظروف بالغة التعقيد ) نقول ان النجاح المتحقق كان بسب الاستيعاب الجدي للظرف وجميع مداخلاته وملابساته ووضع الحلول والبدائل الناجعة اعتمادا على قوة جماهيرية واعية استوعبت الظرف بحكم السلوك الشخصي المهاب لقادة الحزب ، وفهمت حد التفاصيل ما تفكر به قيادة الحزب ، وما مطلوب منها من واجبات ، لذا كان النجاح ، واليوم ونحن في خضم ظروف هي بلا شك أكثر قسوة وخطورة ، احتل فيها الوطن ، وذبح فيها البشر ، والوطن مهدد بوحدته وانتمائه ، والبشر محكوم بخيارات قاسية لا قبل للبعض على تجاوزها ، فإما ان يكون عميلا أو مرتشيا أو متاجرا بعرضه وشرفه كي يعيش ، وأما القتل والتعذيب والجوع والتشريد ، وان شكل صمود العراقيين ظاهرة تدعو للتباهي والإعجاب ، فأن انزلاق البعض لا يمكن تجاهله أو عدم أخذه بالحسبان ، لان هؤلاء هم أداة الثورة ، وان لم يكن أذاهم ظاهرا ، فالأخطر منه تسخيرهم في نخر الثورة من الداخل ، إذن ظروف اليوم التي نعيش لا يشبهها ظرف ، وعلى الرغم مما حققناه من نجاحات في قيادة الحزب والدولة ، فأن ما نواجهه اليوم يفرض علينا استنباطا لظروف عمل ونجاح تتواءم وسبل دحر العدوان وقهره ، وتمهد السبيل لنجاحات بالغة الصعوبة يجري نحتها كالحجر الصلد ، وان نحدد أهدافنا واضحة ومن دون أي مواربة أمام جماهيرنا ، وان يكون الفعل السياسي الموازي للفعل المقاوم ، مبنيا على حجم ما نحققه من انتصارات ميدانية وما نلحقه من أذى بالعدو وليس العكس لان فيه مقتلنا ، وما حققنا من نجاحات على صعيد مجابهة الاحتلال وإلحاق الهزائم منذ تدنيسه أرضنا الطيبة لا بد لها من الارتقاء بقوة لدحره ذليلا مهانا ، وإذ كان للعدو ان يجدد بإمكاناته وأساليبه ابتغاء فتح مسالك له في جدار المقاومة وما حققه من نتائج مهمة نذكر منها على سبيل المثال : نجاحه في شرذمة بعض من المجتمع من خلال الفتنة الطائفية التي جاء بها واللوذ به من قبل البعض لحمايتهم ، ونجاحه بالقبض على القائد الرمز وتنفيذ اغتياله جهارا نهارا ومن قبلها نجاحه في تصفية أولاده وحفيده ، نجاحه بتصفية العديد من قادة المقاومة ورموزها ، وفرضه على البعض منهم اللجوء إلى أقطار تدين له بالخنوع والولاء وليكونوا أسرى بإرادتهم ، تعدد اختراقاته لعدد من التنظيمات المجاهدة والضرب المستمر لأدواتها ، التضييق الإعلامي على المقاومة ومحاربة أدواتها وآخرها إغلاق شبكة الرافدين ، وغير ذلك معروف، وان كان هناك من قاسم مشترك لجميع نجاحاته فهو الاختراق الذي حققه من خلال أدوات محسوبة على المقاومة الوطنية باعت النفس رخيصة في سبيل الحصول على مغنم ، وهنا من حقنا أيضا ان نتساءل عن أسباب الجرأة التي دفعت بهؤلاء الأشخاص بالتطاول على المقاومة وتفريطهم بشرفهم الوطني والشخصي مقابل فتات قذر لوح لهم به المحتل ، وان كان حال ما حققه المحتل من نتائج مضرة بالفعل المقاوم شديد الضرر مبني على هكذا مستوى من الأشخاص الذين هم من صلب الثورة ، ألا يحق لنا نطالب من كان رافضا تقييد إعادة البناء التنظيمي للحزب وحصره بالمناضلين الذين لم تتلوث أيديهم بظلم أو حرام وممن كان لهم الموقف الصارم بالتصدي للغزو والاحتلال ، ألا يحق لنا ان نسال ما هو البديل ، وأين هي الحمية التي عرف بها المجاهدون والثأر والإيثار بالرد على كل ما يجري من فعل مباشر يتلمسه المواطن ويفرح به نكاية لكل فعل دنيء ينفذه المحتل ، وهل يعقل ان موقعا مجاهدا كان له السبق في تعبئة الرأي العام العربي والوطني لصالح مقاومته الوطنية ، ان تكون ردود فعل مواقع الجهاد والمواقع الوطنية بهذا المستوى من الفتور واللامبالاة ، وكان كل منا ينتظر يومه يأسا ، أو ان في الأمر ما ومطلوب من الرفاق المعنيين بإعلام الحزب توضيحه ، على خلفية روح المبادئ وما تقضي به من صراحة مطلقة وان كانت على حساب الشخصي ، لننطلق انطلاقة عزوم ، تجذر روح المقاومة دحرا للمحتل وأعوانه ، ونفتح الأبواب مشرعة للانخراط في صف الجهاد ، ونعيد صياغة بناءنا الداخلي بما يضمن سلامة البناء وينقيه من بعض ما شابه أو دس عليه من أدران .
اللهم أحفظ العراق وأهله ، وكن عونا للمجاهدين في سبيل حريته ودحرهم للمحتل ، اللهم آلف بين فصائل الجهاد وان يكون طريق الوحدة طريق نصرهم لعزك وعز وطنهم وأمتهم ، وارحم اللهم من قضى في سبيل ذلك واقبله شهيدا .
بغداد في 27/5/2010
عنه/غفران نجيب
لنشد العزم ونعلو بالهمة لعينك يا عراق
ربما لا يختلف اثنان ان المعركة التي تدور رحاها اليوم على ارض العراق ، ارض الأنبياء والأولياء والصالحين ، لهي من طراز المعارك المتفردة بكل القياسات ،وهي من المعارك الحاسمة التي ستترتب على نتائجها من المتغيرات ما سيصاب بشظاياها ابعد موقع حظري في العالم ، وقد يكون العامل المشترك بينها وبين غيرها من المعارك على مر التاريخ ، أنها تدور بين معسكر الظلم ومن لف لفه بإمكاناته الهائلة والمتجددة من جهة ، ومعسكر الإيمان ومن اصطف به وله بإمكاناته الروحية والمعنوية ولا غيرها إلا رضا الله وعونه ودعم المؤمنين من جهة أخرى ، أما عدى ذلك ففيها من المتغيرات والإمكانات المضافة على المستوى التقني والعملياتي واللوجستي ما لم يوظف بأية معركة شبيهة ، وسخر فيها من وسائل للإعلام وضخ إعلامي وجهد استخباري متواصل استهدف كل تفاصيل صف الإيمان ما لم تشاهده بهذا المستوى من الاتساع والتنوع أو تحضى به معركة قبلها على مستوى المعمورة ، وان كانت إدارة العدوان الأمريكية ومن تحالف معها من أنظمة استعمار قديم ، وأنظمة استبداد قائمة وأنظمة من مختلف الجنسيات لها خانعة ، قد أدركت خطورة مشروعها ألاحتلالي واعدت له العدة وفقا لرؤيتها ومنهجها في استقراء الأشياء ، فهل يا ترى في المقابل وبعد أن حدث الغزو واستبيح العراق بخيانة أخ وصديق وجرى له ولشعبه ما لم يسجل مثله في التاريخ ، أ كان لصف الإيمان إدراكه لأبعاد المعركة وما تمثله من فرصة نادرة الحدوث للارتقاء بالأداء وتحقيق كامل الأهداف التي كثيرا ما ناضل من اجلها أبناء امتنا واستشهد لأجلها الآلاف تعبيدا لطريق انجازها ، لربما الإجابة لأي مراقب تكون بنعم ودليله على ذلك حجم الخسائر التي لحقت بقوات الاحتلال وعملائه منذ تدنيسهم لأرضنا الطيبة ، ولكن لنسأل لأي هدف ، هل هو لهدف إخراج المحتل أم لدحره ، ونقول لمن يناضل لإخراج المحتل من العراق دون دحره كأنما وضعه كالعير في الصحراء يقتلها الظمأ والماء على ظهورها محمول ، فإخراج العدو أو إعطاءه الذريعة للخروج ما هو إلا نصرا له ينتظره ويعمل عليه بعد ما علقت قدماه في فخاخ أبطال العراق وحيدت قدراته الإستراتيجية بفعل وجوده على الأرض ، وأية نتيجة مهما كانت غير دحره ما هي إلا إنقاذا له من ورطته التي هو فيها ونصرا لعملائه في المنطقة ، وليتذكر الجميع ان العراق بعز تضحيته في سبيل الوطن والأمة وعز قوته ، كيف تعامل معه الأشقاء بوحي أو أملاءات خارجية ، فكيف سيتعاملون معه والجيش الأمريكي بات مقيما وحاميا وموجها مباشرا لهم ان أراد هذا لعراق ممارسة دوره الطبيعي السيادي المستقل ولا غيره ، وهل يدرك الآخرون ان ممارسة العراق لدوره الطبيعي لا يعتبره البعض من هذه الأنظمة إلا خطرا داهما عليهم لابد من تحجيمه ان لم يكن ردعه ، وأي خروج للمحتل دون دحره سوف يتم وفقا لشروط لا تخلو من مكاسب يحققها على المدى المنظور والبعيد مقابل ما تحققه المقاومة الوطنية من مكاسب والتي ستبقى رهنا بحجم انتصاراتها على الأرض وليس غيره ، وعدا ذلك فان ما تحصل عليه المقاومة جراء مشاركة هذا الطرف أو ذاك نصرها ، هي في حقيقة أمرها سنياهورات أمريكية أوكلت للآخرين تمريرها فهل ينطلي ذلك على الصف المجاهد ، وهل المطلوب ان تقيد المقاومة الوطنية البلاد بشروط وقيود لا تخدم غير المحتل وعملائه ولمدى غير منظور ، ولنعد لبداية الحديث ، ان معركة بهذا المستوى لا يمكن تحقيق النصر فيها دون ان يعطى للعقل فرصته في اخذ مداه الناضج المبدع ، ودون تميز أداءنا بالتضحية المطلقة على كل الصعد ، ودون منح الجماهير فرصة التعبير الحر والشفاف عن ما يختلج صدورها والتوقف عن مصادرة رأيها أو تكييفه وفقا لرغباتنا طالما هو في صف الثورة والجهاد ، وتجنب الأداء السياسي أو المصطنع لان وعي الجماهير لا يدانه وعي ، والعمل على خلق السور الشعبي الآمن للثورة المسلحة ورجالاتها أبطال الجهاد من خلال تعميق مصيرية الارتباط بين أطرافها ، والجماهير لاشك هي نفيضتها . هنا من حقنا الاستشهاد وبتفاخر عن ما حققه البعث في العراق وما حققته قيادة الرئيس صدام حسين لهذا الوطن والحزب ، ولنسأل ألم يكن للبعث تنظيمات أخرى على عموم الساحة العربية ، و ألم يكن للبعث قادته في العراق قبل صدام حسين ، وحين نذكر سيادته علينا ان نصحح خطأ قد يقع فيه الآخرين ، وهو ان الشهيد الرمز رحمة الله عليه ورضاه ، لم يعلو نجمه قائدا جماهيرا بفضل ثورة 17 ـ 30 تموز 1968، بل كان لسيادته الدور الفعال والحاسم في إعادة بناء الحزب قبل الثورة والتخطيط والتمهيد لقيامها قائدا جماهيريا يشار له بالبنان ، والسؤال هنا أيضا ، بأية عقلية قاد الرئيس الشهيد عملية إعادة بناء الحزب وتنفيذ الثورة ، هل كانت قيادة تقليدية كما هو حال العديد من القيادات في العراق والأقطار العربية ، أم استنبط ظروفا وشروطا للقيادة استأثر بها لحد ما بحكم ما منحه الله من مزايا وخصائص مكنته من تجسيد مبادئ البعث في شخصه لتوفر له التفافا جماهيريا فاعلا قل نظيره، تمكن من خلاله ورفاقه قيادة وإدارة النضال السري بكل فاعلية إلى مرفأ الأمان بنجاح الحزب تحقيق الثورة في العراق عام 1968 ، وعلى الرغم من نوعية الأداء وتفتح العقل لمعالجة تعقيدات ظروف ما بعد ردة تشرين 1963 ( ضرب سلطة الحزب في العراق ، ضرب القيادة القومية الشرعية للحزب في سوريا بانقلاب عسكري وتعيين قيادة بديل عنها وما ترتب عليه من انشقاق البعض عن الحزب في العراق وعلى عموم ساحات انتشاره ، مطاردة القيادة الشرعية للحزب والتحريض المستمر التي أقدمت عليه قوى الانقلاب للفتك بأعضاء قيادة قطر العراق وامتدادها التنظيمية فيه ، وغيرها من ظروف بالغة التعقيد ) نقول ان النجاح المتحقق كان بسب الاستيعاب الجدي للظرف وجميع مداخلاته وملابساته ووضع الحلول والبدائل الناجعة اعتمادا على قوة جماهيرية واعية استوعبت الظرف بحكم السلوك الشخصي المهاب لقادة الحزب ، وفهمت حد التفاصيل ما تفكر به قيادة الحزب ، وما مطلوب منها من واجبات ، لذا كان النجاح ، واليوم ونحن في خضم ظروف هي بلا شك أكثر قسوة وخطورة ، احتل فيها الوطن ، وذبح فيها البشر ، والوطن مهدد بوحدته وانتمائه ، والبشر محكوم بخيارات قاسية لا قبل للبعض على تجاوزها ، فإما ان يكون عميلا أو مرتشيا أو متاجرا بعرضه وشرفه كي يعيش ، وأما القتل والتعذيب والجوع والتشريد ، وان شكل صمود العراقيين ظاهرة تدعو للتباهي والإعجاب ، فأن انزلاق البعض لا يمكن تجاهله أو عدم أخذه بالحسبان ، لان هؤلاء هم أداة الثورة ، وان لم يكن أذاهم ظاهرا ، فالأخطر منه تسخيرهم في نخر الثورة من الداخل ، إذن ظروف اليوم التي نعيش لا يشبهها ظرف ، وعلى الرغم مما حققناه من نجاحات في قيادة الحزب والدولة ، فأن ما نواجهه اليوم يفرض علينا استنباطا لظروف عمل ونجاح تتواءم وسبل دحر العدوان وقهره ، وتمهد السبيل لنجاحات بالغة الصعوبة يجري نحتها كالحجر الصلد ، وان نحدد أهدافنا واضحة ومن دون أي مواربة أمام جماهيرنا ، وان يكون الفعل السياسي الموازي للفعل المقاوم ، مبنيا على حجم ما نحققه من انتصارات ميدانية وما نلحقه من أذى بالعدو وليس العكس لان فيه مقتلنا ، وما حققنا من نجاحات على صعيد مجابهة الاحتلال وإلحاق الهزائم منذ تدنيسه أرضنا الطيبة لا بد لها من الارتقاء بقوة لدحره ذليلا مهانا ، وإذ كان للعدو ان يجدد بإمكاناته وأساليبه ابتغاء فتح مسالك له في جدار المقاومة وما حققه من نتائج مهمة نذكر منها على سبيل المثال : نجاحه في شرذمة بعض من المجتمع من خلال الفتنة الطائفية التي جاء بها واللوذ به من قبل البعض لحمايتهم ، ونجاحه بالقبض على القائد الرمز وتنفيذ اغتياله جهارا نهارا ومن قبلها نجاحه في تصفية أولاده وحفيده ، نجاحه بتصفية العديد من قادة المقاومة ورموزها ، وفرضه على البعض منهم اللجوء إلى أقطار تدين له بالخنوع والولاء وليكونوا أسرى بإرادتهم ، تعدد اختراقاته لعدد من التنظيمات المجاهدة والضرب المستمر لأدواتها ، التضييق الإعلامي على المقاومة ومحاربة أدواتها وآخرها إغلاق شبكة الرافدين ، وغير ذلك معروف، وان كان هناك من قاسم مشترك لجميع نجاحاته فهو الاختراق الذي حققه من خلال أدوات محسوبة على المقاومة الوطنية باعت النفس رخيصة في سبيل الحصول على مغنم ، وهنا من حقنا أيضا ان نتساءل عن أسباب الجرأة التي دفعت بهؤلاء الأشخاص بالتطاول على المقاومة وتفريطهم بشرفهم الوطني والشخصي مقابل فتات قذر لوح لهم به المحتل ، وان كان حال ما حققه المحتل من نتائج مضرة بالفعل المقاوم شديد الضرر مبني على هكذا مستوى من الأشخاص الذين هم من صلب الثورة ، ألا يحق لنا نطالب من كان رافضا تقييد إعادة البناء التنظيمي للحزب وحصره بالمناضلين الذين لم تتلوث أيديهم بظلم أو حرام وممن كان لهم الموقف الصارم بالتصدي للغزو والاحتلال ، ألا يحق لنا ان نسال ما هو البديل ، وأين هي الحمية التي عرف بها المجاهدون والثأر والإيثار بالرد على كل ما يجري من فعل مباشر يتلمسه المواطن ويفرح به نكاية لكل فعل دنيء ينفذه المحتل ، وهل يعقل ان موقعا مجاهدا كان له السبق في تعبئة الرأي العام العربي والوطني لصالح مقاومته الوطنية ، ان تكون ردود فعل مواقع الجهاد والمواقع الوطنية بهذا المستوى من الفتور واللامبالاة ، وكان كل منا ينتظر يومه يأسا ، أو ان في الأمر ما ومطلوب من الرفاق المعنيين بإعلام الحزب توضيحه ، على خلفية روح المبادئ وما تقضي به من صراحة مطلقة وان كانت على حساب الشخصي ، لننطلق انطلاقة عزوم ، تجذر روح المقاومة دحرا للمحتل وأعوانه ، ونفتح الأبواب مشرعة للانخراط في صف الجهاد ، ونعيد صياغة بناءنا الداخلي بما يضمن سلامة البناء وينقيه من بعض ما شابه أو دس عليه من أدران .
اللهم أحفظ العراق وأهله ، وكن عونا للمجاهدين في سبيل حريته ودحرهم للمحتل ، اللهم آلف بين فصائل الجهاد وان يكون طريق الوحدة طريق نصرهم لعزك وعز وطنهم وأمتهم ، وارحم اللهم من قضى في سبيل ذلك واقبله شهيدا .
بغداد في 27/5/2010
عنه/غفران نجيب