بِسْم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
شَمس تُمُوزَ بِنا أشرِِقي
امتطونا صَهوةَ المجدِ عِزاً للأمَةِ والبِلاد
ورَفعنا راية الإيمان صَولةً تُحرِر العباد
بِمِدادٍ مِنَ السماءِ كَتَبَ هَويتنا الأجداد
بالحِكمَةِ نُحِتتْ وصَقلتها يَد نَاسكٍ مقداد
ما ادركتنا امة مِن المَجد كانت قَد نَهلت
وما سَبقتنا في العَطاء روح وأياد أجواد
فَلا تليق بَنو وطني الغَفلةَ فينا والسبات
ولا يَجوز لنا التِيه وحِنثَ العَهد والبِداد (1)
وحوش بِشَّرِ مَن دَفَعها طاشت وانتهكت
عرضنا قيمنا بناءنا وكل أرضنا والأجناد
أرادوا لحلمنا الوأَدَ ولوحدتنا والضياء
بالحقد غزو الوطن ولجشعهم كَبَّلوه بأصفاد
فَما قيمة الصَمتِ والبُغاة سَبَتْ وانتشرت
وما جدوى فِعلنا إن لم نَكُن له مِن الكِبّاد (2)
عَار علينا إن زاغت قلوب لِفَاسِدَ الهوى
وشنار إن خَنع مؤمِناً لِفِسقَ فَاجرٍ جَلاّد
بعطائنا شققنا للإنسان فَجره وعَليَّنا البناء
بالرفعة والعز هاماتنا شَمخَت تَصنع الأمجاد
فَكَيفَ يَضيق بِيَدِنا قَيداً أو بِأَغلال نُقاد
أو سِدّفاً يَحِلُ لنعيش عِتمةً ونُبارِكَ الإلحاد (3)
أو مُحتل لتمرير الفاحشة بظُلمه هو يسعى
كيف يَجثِم وفينا سِباعَ الجُندِ وقََادة فهّاد (4)
عراقنا نحن له ليس غيرنا في كل الملمات
نَصرَه شَرف لنا ولَهُم جَهنم وباس المهاد
بالخير عاهدنا الأمة وتموز هو شاهِدنا
للعروبة به انتصرنا وَردَّاً لِحَزِيران الحِداد
قِيَم الإيمان بالله والوطن حضرت وتَجذَّرَت
وحضر المُقاتِل المدافِع والعَالِمُ وذو إرشاد
أذرعنا والعقول بِحُب تَجمَّعَتْ وتَوحَدت
وتوطنت الألفة وشَاعَ فعل الخير وساد
شَهَرنا للحق سَيفاً وصححنا للعدل ميزان
وبِهِما أُدمِل الجرح ، وكنا له الضُمّاد
بسم الله خَطَتْ للنصر جحافلنا خطوات
وبنا أزيحت ظلمة ، وزهو امتنا قد عاد
هللت لنا شُعوب وأخيار ومن للشر صاد
سار بركبها شريف مخلص للوطن جواد
ربيعنا تعطرّت أجوائه مسكا وزعفران
وبنا زهت ألوان طيفنا ، وسطوعها ازداد
بعزمٍ كُنا لها وبقوة الإيمان الله ناصرنا
وان اشَتدت أيامها وتربّصَ بنا الاكداد (5)
تَحَسَََّب لفعلنا مَنْ سَعىِ لِفاسدَ الجاهِ وطَمّاع
وسَعَتْ لِغَدرِنا ألطواغيتَ وأتباع وذو أحقّاد
عَادت الأعَاجم سِمّاً وحِقداً بدلالة الجّهال
انتموا له غيلةً وما هم له ولِخَيرِهِ إلا بِحُسّاد
فمن غيرنا ينصر وطناً ما بِِخلَ بِِعطَاء
استجار به أهلُ وأصحابُ وحتى الأضداد
إن عَادوا عُدنا وما منا عَن عَهده لله راد
ولِتَهون لهُ الأنفس ويَصدح بِفعله الجِهاد
نَحمي وَطِيسَها وان عَزَفَ غَيرنا النَشَاز
نُلهِبها تَحتَ أقَدامهِ ونَحنُ بوجهه أطواد
نَغدو لِغَدِنا وأمسنا حَاضر فينا بالصفاء
نتوثّب يومنا ونلج المستقبل رغم الشِداد
نَجول في ظُلماتِها بِنور فِعلنا والعَطاء
وننتزع مِن الشَمس خيوطا وما به يُفاد
شمس تموز لم تألف لغيرنا وطنا مُهاب
بِكبريائه تَختال وتَمنح ، وله منها المعاد
نَصر الإيمان هو نَصرنا والشرف والسَّداد
لندحر الذل تهرب العمالة ويسود الوداد
نمسي بما نؤمن وشَرفَاً أصيلاً ومُعتاد
العراق سَيّد على أرضه أهله سادة سَواد (6)
طلاّب إيمان وعزٍّ، صنّاعَ مَجدٍ للرفعةِ قُصّاد
للعلم ، للعدل وللحرية كانوا هم الرواد
بِجهادنا نُعيد لِتُمُوزَ ألقه واشراقةَ شَمسه
به وبمثله تتعافى جِراحنا وتَظفر امة الضاد
بغداد في 16تموز2011
عنه/غفران نجيب
1: البداد : التفرق
2: الكِباد : تحمل المشاق
3: سِدف : ظلمة الليل
4: فهّاد: أصحاب الفهود ومروضها
5 : الاكداد : القوم المنهزمون
6 : سَواد : أصحاب وزن وثقل