بكل غضبي أسأل: هل نعلن موت الأمة؟ أم نبدأ الحشد لأسبوع الغضب؟
________________________________________
محمد جربوعة
هذه الأمة لا يهزمها أعداؤها..الذي يهزمها ويخذلها دائما هم أبناؤها..
وقد كنت أقول دائما أن مشكلتنا في أمرين:الحرية والفهم.. فقد تجد حرا لا يفهم الأمور ولا يدرك أبعادها..كما قد تجد من ليس حرا بالأصل..
لو كان الحكام أحرارا في هذه المنظومة العالمية لاستطاعوا فعل شيء..
ولو كان العلماء أحرارا لفعلوا شيئا..
فهل نغسل أيدينا..؟
كان إبراهيم لنكولن في سيارته، كان المطر ينزل بغزارة.. ومع حبات المطر التي تستلقي على زجاج السيارة بقوة كان هذا الرئيس الأمريكي يفكّر في الذين يعارضون دعوته في تحرير العبيد في بلاده..كانوا يريدون إقناعه أن من كان يحمل بذور العبودية في نفسه سيبقى عبدا حتى لو أنه نال حريته.
فجأة..رأى لنكولن رجلا أسود يحمل على ظهره كيسا ويقف على ناصية الطريق..توقف وحمله.. ركب الرجل السيارة ، لكنه بقي يحمل الكيس على ظهره وهو جالس .. تأمّله لنكولن مليّا وهو يتذكّر كلام خصومه.
هل وُسمت هذه الأمة بوسم العبودية فهي لا تستطيع التحرر من قيد إلا إلى قيد؟
شاهدتُ منذ مدة تقريرا عن الساعات الأولى لما سمي بسقوط بغداد.. كان بعض أهالي العراق يطاردون المقاتلين العرب الذين جاؤوا ليقفوا معهم في محنتهم ومنهم صحافيون وشعراء وقوميون وإسلاميون ويساريون ..كانوا يصطادونهم مثل هنود حمر ويسلمونهم للأمريكيين..أُصبتُ بالألم ..كان أخوف ما يخيفني أنّ لعنة ما قد حقت على هذه الأمة..وأنها لذنب ما قد أُمرت أن تتيه في الأرض قرونا ..
تركيبة تقتل أيّ مضاد حيوي يتسلل إلى جسمها.. لكنها في المقابل ترحّب بأيّ جرثومة أو فيروس..
الساعة المعطّلة تصيب الحقيقة مرتين في اليوم، لكنّ هذه الأمة ورغم عطلها فإنها لا تصيب كبد الحقيقة أبدا..
حتى إذا قال قائل منها: الساعة كذا..مصيبا..اتهمته بتهمة ما وشنقته في الساحة العامة بتهمة الزندقة والخروج عن الطابع العام..
الاحتلال ليس داء عصيا على البرء...ولا الفقر ...ولا التخلف..ولا ...
مشكلتنا ليست في كل هذا..بل في أنفسنا..
ماض وحاضر من التراجع والتخلف والعبودية.. مئات السنوات.. تهريج بحجم الفجيعة وكلام طويل عريض عن الدين والدنيا والتاريخ والجغرافيا وأبي زيد الهلالي..والنتيجة لا شيء.
لم يكن للأمة بعد محمد صلى الله عليه وسلم مشروع نهضوي فعلا..
كل ما في الأمر تجمعات حول هذا الشيخ أو هذا المناضل أو هذا الزعيم...يحيا الزعيم..الله أكبر .. لا فض فوك يا شيخ.. ثم ينتهي الشيخ أو الزعيم معلقا على خشبة وينتهي الأمر..
قال أبو حنيفة إذ دعاه النفس الزكية للخروج معه: "أعرف أنك إمام حق لكنّ أهل العراق لا يوثق بهم".. فما الذي حدث للنفس الزكية؟
كان أبو حنيفة على حق.. وأهل العراق إلى اليوم لا يوثق بهم..نعم فيهم المخلصون والطيبون والأحرار..لكنّ مقولة أبي حنيفة باقية..
هل أهل العراق فقط من لا يوثق بهم؟
هل يوثق بعلمائنا الذين تعدّهم فتجدهم بالآلاف.. ملء السمع والبصر والقنوات.. ووالله ما استرحت لأحدهم يوما ولن أفعل..فقد كفرت بكل العمائم التي لم تخرج من بينها عمامة حرة تنفك عن رأس صاحبها لتعلو راية على عود خيزران تسير الأمة خلفها إلى فلسطين ..
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم محرّضا بامتياز.."حرض المؤمنين"، وقد اخترت تجاه هذه الأمة التحريض..فأنا منذ ربع قرن أحرّضها وأغمز ذراعها أن أفيقي ، قفي كبري ثم سيري معي..
لكن...!
أدعو كل العقلاء إلى التأمل معي.. أنا مثلا هنا أركّز القول على نقطة واحدة،أمر واحد..وهو أن يا أيتها الأمة اكسري قيدك..
سيرى العقلاء أنّ أصواتا ستتداخل هنا لتتحدث عن كل شيء،إلا عن القيد..فقط لتفسد ما أردت ..
لقد سأل الرسول والذين آمنوا عه سؤالا مصيريا وهو:
متى نصر الله؟
لم يقل لهم الله أن هذا السؤال كفر أو تجاوز،وأن عليكم فقط أن تعملوا وأن النتيجة ليست لكم..ولا من شأنكم..
الدعوات الحية هي التي تملك أجوبة عن أوان النصر،لأنها تسير نحوه حثيثا،بعكس الدعوات التي تتعفن وهي تتحدث عقودا وقرونا وهي تتحدث عن نصر وهمي.
الصهيونية قالت في مؤتمر بازل أنها ستقيم دولتها بعد خمسين سنة..وفعلتها ..بالتحديد كما قالت..
اليوم نحن ريشة في مهب الريح..نلقي أشرعتنا للبحر المتلاطم دون خطة أو برنامج ..نحن لا نصنع المستقبل..نحن جزء من المستقبل الذي يصنعه غيرنا كما يريد.
أغبى التلاميذ يمكن أن يفهم إذا تكرر الدرس على رأسه الحديدي عشرة قرون..أما نحن فلم نتعلم من كل هزائمنا وهواننا ..
آآآآآآآآآآه....
وبعد ذلك تدير القنوات فتسمع الدعاة الكذابين والعلماء الدجالين والمثقفين الفاسدين الذين لا يكتبون إلا على وقع الخمر والعربدة،والسياسيين الذين تعرف زوجاتهم أسرار التقارير التي يرسلونها كل ليلة إلى عواصم الغرب.. تسمع كل هؤلاء يجعجعون .. والمصيبة أنهم يطلبون منك أن تصدّق طحينهم..
ثمّ تولي وجهك إلى جهة أخرى فترى أناسا يدّعون الحرية، لكنّهم لا يملكون من المشاريع إلا لعبة التفكيك.. تحدّثهم عن شيء اسمه التركيب لا بد أن يفهموه وإلا لم يكن للتفكيك من معنى.. يصبّون عليك سيلا من الانتقادات التي تجعلك توقن أن لا مستقبل..
المشاريع الناجحة تنجح في كل حالاتها ..لا يهم الوسيلة،إن كانت سلاحا أو كلاما أو مظاهرات أو كفاحا سلبيا..المهم أن تكون ناجحة ومدروسة.. حتى المهاتما غاندي نجح..دون أن يطلق رصاصة..نجح..لأنه استطاع تحريك أمة بنظرية مدروسة.. وقال كلمته الشهيرة:" في البداية يتجاهلونك.. ثم يستهزئون بك.. ثم يحاربونك.. ثم تنتصر".
أنا منذ ربع قرن أدعو هذه الأمة إلى أن تتحرر من شيخ الطريقة ومن المفكّر الدجال ومن المثقف السكّير ومن الزعيم الخائن.. وأن تجرّب مرة واحدة أن تنطلق ..
أمامي مائة اسم لشخصيات عربية وإسلامية تجدها في كل شيء،فقط بديكور يتغيّر..مناهضة التطبيع،مؤازرة القدس، مواجهة الظلم الغربي..ومؤتمرات وملتقيات وبيانات وكلام طويل عريض..
هل أستطيع أن أتصل بأحد هؤلاء ليون نصيرا؟ أضع مبادرتي بين يديه ليقتلها في قاعات الخطابة في أحد الفنادق الفخمة؟
أم أن الحزم هو أن تدوس الأمة كل الذين هم جزء من مأساتها لتجترح طرقا أخرى وتختار قادة آخرين؟!
ما الذي تحقق؟
الأمر لا يحتاج إلى كل هذا الكلام وصرف الأموال والتقاط الصور التذكارية..
الأمر يحتاج إلى أن تترك الأمة الصغار من متبوعين كذابين دجالين،وأن تعلي همتها إلى الهم الأكبر..وأن تتحرك بأيد فارغة في كل العالم، تتحرك الملايين ولا تعود إلى بيوتها أسبوعا..تغلق كل شيء.. تغلق هذا العالم.. تغلق مضيق هرمز بزوارق لمتظاهرين.. لا تستضيف في فنادقها غربيا واحدا من الجنسيات المشاركة في الحرب على الدول العربية والإسلامية.. تخرج إلى الشوارع بالملايين حاملة صور هتلر لتكسير الطابوه المحرّم.. تدخل في إضراب عن العمل لمدة شهر.. تحرّك حملة منسقة واسعة على النت لشرح قضاياها.. تسيّر مسيرات شعبية بالملايين باتجاه الحدود السودانية حيث يلعب الصليبيون لعبة الانفصال..ومسيرة نحو حدود العراق حيث يلعب الكلاب بتاريخ ومآثر العروبة والإسلام..ومسيرة نحو الشعب التركي تثمّن قومته..ومسيرة لمليون طفل نحو غزة.. تتحرك الجاليات في الخارج بالملايين.. تقاطع المنتوجات الغربية.. هل يتدخل الحاكم أيضا إذا نحن قاطعنا المنتوجات الغربية؟ يلزمنا بأن نشرب الكوكاكولا ونأكل الكنتاكي؟
أسبوع من الغضب المدروس يشل كل شيء ويزيد من تدمير الغرب اقتصاديا بعد هذا الذي هو فيه..
هل تستطيع أية جماعة منفردة أو دولة أن تفعل ذلك..؟!
هل يستطيع مريدو المشايخ وطرقهم إيصال الفكرة إليهم وإقناعهم بها؟
هل يستطيع المهرجون السياسيون العرب الذين تجدهم في كل محافل التقاط صور المواجهة والثورية الفندقية ترك طريقتهم لمرة واحدة للدخول معنا في طريقتنا لمرة واحدة؟!
حين تتحرك الأمة بمجموعها ،لا أحد يخاف من تحمل المسؤولية وهو ما يطمئن حتى الحكومات التي ستقول لحلفائها الغربيين أنها بريئة من كل ما يحدث.
مع العلم أنني لست حتى ضد التنسيق مع بعض الحكومات التي قد تقبل بالمشروع لمصالح تجنيها منه.
للمرة الألف..هل من جادين يعملون على تحويل نواة هذه الفكرة إلى مشروع؟
هل من سياسي ،داعية،شيخ، مفكر،مثقف، ذي نفوذ يستطيع أن يطلق هذه المبادرة ونحن له جنود وأتباع؟!
أم أنّ الواقع يدعونا إلى أن نعلن موت هذه الأمة وأن نكفر بكل ما فيها من الضجيج الكاذب..والدجل المغلّف بالتقوى والرجولة والشرف؟
أين الشرف ؟
بالله أين الشرف؟
نحن في الانتظار..
شعلة قلم
حنظلة من بلد المليار شهيد وشهيد
كم نسياناً علينا أن نعيش كي ندرك حقيقة , أننا وجدنا كي نغير شيئاً في هذا العالم , الذي ازدادت فيه الضواري ضراوة عن كل ما يعرفه ؟؟!!
نعم أنه عصر الوحوش , لكن البشر جميع البشر يجب أن يقاوموا مهما كلفهم هذا , وإلا ضاعت الأرض من جديد , واحتاجت لعشرة آلاف عام كي تتطهر من جديد .
فكم هولاكو سوف يعبر جسور بغداد ؟؟؟!!! كي ندرك أننا نحن الذين نسهر على الوحوش كي تكبر وتبتلع أحلامنا .. شرائعنا أدياننا .. انتماءنا .. نحن الذين نزرع الهزيمة بدل الانتصارات حين تضل عنا القيم والأخلاق وتتلاعب بنا المصالح والثروات والأهواء .
وتيجان الزيف في كل مكان تتلاعب بي كي تصنع مني دمية دون كل إنسانتي .. دمية لا تعرف إلا أن تنحني في حضرة أسيادها من عباد الثروة والوهم .
هكذا يسطر التاريخ بدم الأبرياء , لنغدو نحن مجرد شهود زور على عصر كان يحلم بأن يشمخ بنا , لكنه لم يجد ما يفاخر به .. لم يجد ما يقوله للأجيال الجديدة , سوى أن يطرق قائلاً : حاشا أن يكون هؤلاء المسوخ أبنائي .. حاشا أن أكون أنا من غرست فيهم تلك البقايا من الذلة والهوان .
قلوبنا ودروبنا صارت شتى , فيما كلنا رشفنا من النهر ذاته ومن التاريخ العابر لأشواقنا , ورضعنا ذلك الشوق وحنين الأرض , بعضهم صار يقتله كي يكون مثلهم , فكم يساوي مسخ أراد أن يكون عن هولاكو نسخة معدلة , فصار دمية فيها من العيوب والشروخ ما يجعلها سخرية الأجيال لعصور وعصور ؟؟؟!!!
ليبدو أبو رغال إعرابياً بريئاً أمام الذين صنعوا من ضلالات العصور بشارة وديناً جديداً , فهو لم يكن إلا إعرابياً ودليلاً إلى الكعبة , لكن كم كعبة هدمت لتعشش الثروة الملوثة في أيديهم وأيد أسيادهم , وكم كعبة ستهدم بعد ومسجد سيدنس , وماذا ينفعك أن تكون مجرد دمية محشوة بالقش تتلاعب بك الأيدي والمصالح ؟؟؟!!!
تتكلم بلساني , حاشا لمن كان وريث الأنبياء أن يغدوا العبيد لسان حاله .. حاشا أن أكون أنا حفيد النبي محمد عليه الصلاة والسلام وحفيد الحسين , من أن أكون مجرداً من تاريخي وأشواقي , ودمية في مسرح عرائس تلقن كل ما يجب عليها أن تقوله .
أريد أن أقول : أيتها العناكب أرحلي .
لكنني أجد ألف سيف يرفع لقتلي والدفاع عنها , فلله كيف أصبحنا أغراباً حتى عن حنين التراب الذي شببنا فوقه .. لله كيف أصبحنا أغراباً عن وطن صار فيه العبيد سادة علينا .. وصار فيه المسوخ أئمة يبشرون بالدجال الجديد نبياً , و ليكون هذا الدجال عنواناً لأزمنة البؤس هذه !!!!!!!!!!!
مع يقيننا أن قول نبينا عليه الصلاة والسلام , كان هو الحقيقة الساطعة , لكن ماذا تصنع بأقوام جعلوا للوهم أقداماً وأرجلاً ؟؟!! وقالوا : أنه الحق من ربك .
إلا أن تردد : لا حول ولا قوة إلا بالله .. كم دجالاً علينا أن نحارب .. كي يعود إلينا الحق مجرداً من كل
المصالح ؟؟؟!!!
أنتظر أن تكونوا معنا , فنحن نبحث عنه .. أجل نبحث عنه , عندك يا سيدي وعندك يا سيدتي فأنتم المعنيون بالتغيير ,ونحن لن نكون إلا محرضين على ميلاد سيكون ملأ العين والأفق والأسماع .
فهاتوا قبيل الصباح .. هاتوا لي حالماً لا يراهن على ما أقول , وسوف أصمت حينها وأقول : لقد ضاعت أمتي .. ضاعت أمتي .
ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه ووقف عندها
كتائب الفتح المبين
________________________________________
محمد جربوعة
هذه الأمة لا يهزمها أعداؤها..الذي يهزمها ويخذلها دائما هم أبناؤها..
وقد كنت أقول دائما أن مشكلتنا في أمرين:الحرية والفهم.. فقد تجد حرا لا يفهم الأمور ولا يدرك أبعادها..كما قد تجد من ليس حرا بالأصل..
لو كان الحكام أحرارا في هذه المنظومة العالمية لاستطاعوا فعل شيء..
ولو كان العلماء أحرارا لفعلوا شيئا..
فهل نغسل أيدينا..؟
كان إبراهيم لنكولن في سيارته، كان المطر ينزل بغزارة.. ومع حبات المطر التي تستلقي على زجاج السيارة بقوة كان هذا الرئيس الأمريكي يفكّر في الذين يعارضون دعوته في تحرير العبيد في بلاده..كانوا يريدون إقناعه أن من كان يحمل بذور العبودية في نفسه سيبقى عبدا حتى لو أنه نال حريته.
فجأة..رأى لنكولن رجلا أسود يحمل على ظهره كيسا ويقف على ناصية الطريق..توقف وحمله.. ركب الرجل السيارة ، لكنه بقي يحمل الكيس على ظهره وهو جالس .. تأمّله لنكولن مليّا وهو يتذكّر كلام خصومه.
هل وُسمت هذه الأمة بوسم العبودية فهي لا تستطيع التحرر من قيد إلا إلى قيد؟
شاهدتُ منذ مدة تقريرا عن الساعات الأولى لما سمي بسقوط بغداد.. كان بعض أهالي العراق يطاردون المقاتلين العرب الذين جاؤوا ليقفوا معهم في محنتهم ومنهم صحافيون وشعراء وقوميون وإسلاميون ويساريون ..كانوا يصطادونهم مثل هنود حمر ويسلمونهم للأمريكيين..أُصبتُ بالألم ..كان أخوف ما يخيفني أنّ لعنة ما قد حقت على هذه الأمة..وأنها لذنب ما قد أُمرت أن تتيه في الأرض قرونا ..
تركيبة تقتل أيّ مضاد حيوي يتسلل إلى جسمها.. لكنها في المقابل ترحّب بأيّ جرثومة أو فيروس..
الساعة المعطّلة تصيب الحقيقة مرتين في اليوم، لكنّ هذه الأمة ورغم عطلها فإنها لا تصيب كبد الحقيقة أبدا..
حتى إذا قال قائل منها: الساعة كذا..مصيبا..اتهمته بتهمة ما وشنقته في الساحة العامة بتهمة الزندقة والخروج عن الطابع العام..
الاحتلال ليس داء عصيا على البرء...ولا الفقر ...ولا التخلف..ولا ...
مشكلتنا ليست في كل هذا..بل في أنفسنا..
ماض وحاضر من التراجع والتخلف والعبودية.. مئات السنوات.. تهريج بحجم الفجيعة وكلام طويل عريض عن الدين والدنيا والتاريخ والجغرافيا وأبي زيد الهلالي..والنتيجة لا شيء.
لم يكن للأمة بعد محمد صلى الله عليه وسلم مشروع نهضوي فعلا..
كل ما في الأمر تجمعات حول هذا الشيخ أو هذا المناضل أو هذا الزعيم...يحيا الزعيم..الله أكبر .. لا فض فوك يا شيخ.. ثم ينتهي الشيخ أو الزعيم معلقا على خشبة وينتهي الأمر..
قال أبو حنيفة إذ دعاه النفس الزكية للخروج معه: "أعرف أنك إمام حق لكنّ أهل العراق لا يوثق بهم".. فما الذي حدث للنفس الزكية؟
كان أبو حنيفة على حق.. وأهل العراق إلى اليوم لا يوثق بهم..نعم فيهم المخلصون والطيبون والأحرار..لكنّ مقولة أبي حنيفة باقية..
هل أهل العراق فقط من لا يوثق بهم؟
هل يوثق بعلمائنا الذين تعدّهم فتجدهم بالآلاف.. ملء السمع والبصر والقنوات.. ووالله ما استرحت لأحدهم يوما ولن أفعل..فقد كفرت بكل العمائم التي لم تخرج من بينها عمامة حرة تنفك عن رأس صاحبها لتعلو راية على عود خيزران تسير الأمة خلفها إلى فلسطين ..
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم محرّضا بامتياز.."حرض المؤمنين"، وقد اخترت تجاه هذه الأمة التحريض..فأنا منذ ربع قرن أحرّضها وأغمز ذراعها أن أفيقي ، قفي كبري ثم سيري معي..
لكن...!
أدعو كل العقلاء إلى التأمل معي.. أنا مثلا هنا أركّز القول على نقطة واحدة،أمر واحد..وهو أن يا أيتها الأمة اكسري قيدك..
سيرى العقلاء أنّ أصواتا ستتداخل هنا لتتحدث عن كل شيء،إلا عن القيد..فقط لتفسد ما أردت ..
لقد سأل الرسول والذين آمنوا عه سؤالا مصيريا وهو:
متى نصر الله؟
لم يقل لهم الله أن هذا السؤال كفر أو تجاوز،وأن عليكم فقط أن تعملوا وأن النتيجة ليست لكم..ولا من شأنكم..
الدعوات الحية هي التي تملك أجوبة عن أوان النصر،لأنها تسير نحوه حثيثا،بعكس الدعوات التي تتعفن وهي تتحدث عقودا وقرونا وهي تتحدث عن نصر وهمي.
الصهيونية قالت في مؤتمر بازل أنها ستقيم دولتها بعد خمسين سنة..وفعلتها ..بالتحديد كما قالت..
اليوم نحن ريشة في مهب الريح..نلقي أشرعتنا للبحر المتلاطم دون خطة أو برنامج ..نحن لا نصنع المستقبل..نحن جزء من المستقبل الذي يصنعه غيرنا كما يريد.
أغبى التلاميذ يمكن أن يفهم إذا تكرر الدرس على رأسه الحديدي عشرة قرون..أما نحن فلم نتعلم من كل هزائمنا وهواننا ..
آآآآآآآآآآه....
وبعد ذلك تدير القنوات فتسمع الدعاة الكذابين والعلماء الدجالين والمثقفين الفاسدين الذين لا يكتبون إلا على وقع الخمر والعربدة،والسياسيين الذين تعرف زوجاتهم أسرار التقارير التي يرسلونها كل ليلة إلى عواصم الغرب.. تسمع كل هؤلاء يجعجعون .. والمصيبة أنهم يطلبون منك أن تصدّق طحينهم..
ثمّ تولي وجهك إلى جهة أخرى فترى أناسا يدّعون الحرية، لكنّهم لا يملكون من المشاريع إلا لعبة التفكيك.. تحدّثهم عن شيء اسمه التركيب لا بد أن يفهموه وإلا لم يكن للتفكيك من معنى.. يصبّون عليك سيلا من الانتقادات التي تجعلك توقن أن لا مستقبل..
المشاريع الناجحة تنجح في كل حالاتها ..لا يهم الوسيلة،إن كانت سلاحا أو كلاما أو مظاهرات أو كفاحا سلبيا..المهم أن تكون ناجحة ومدروسة.. حتى المهاتما غاندي نجح..دون أن يطلق رصاصة..نجح..لأنه استطاع تحريك أمة بنظرية مدروسة.. وقال كلمته الشهيرة:" في البداية يتجاهلونك.. ثم يستهزئون بك.. ثم يحاربونك.. ثم تنتصر".
أنا منذ ربع قرن أدعو هذه الأمة إلى أن تتحرر من شيخ الطريقة ومن المفكّر الدجال ومن المثقف السكّير ومن الزعيم الخائن.. وأن تجرّب مرة واحدة أن تنطلق ..
أمامي مائة اسم لشخصيات عربية وإسلامية تجدها في كل شيء،فقط بديكور يتغيّر..مناهضة التطبيع،مؤازرة القدس، مواجهة الظلم الغربي..ومؤتمرات وملتقيات وبيانات وكلام طويل عريض..
هل أستطيع أن أتصل بأحد هؤلاء ليون نصيرا؟ أضع مبادرتي بين يديه ليقتلها في قاعات الخطابة في أحد الفنادق الفخمة؟
أم أن الحزم هو أن تدوس الأمة كل الذين هم جزء من مأساتها لتجترح طرقا أخرى وتختار قادة آخرين؟!
ما الذي تحقق؟
الأمر لا يحتاج إلى كل هذا الكلام وصرف الأموال والتقاط الصور التذكارية..
الأمر يحتاج إلى أن تترك الأمة الصغار من متبوعين كذابين دجالين،وأن تعلي همتها إلى الهم الأكبر..وأن تتحرك بأيد فارغة في كل العالم، تتحرك الملايين ولا تعود إلى بيوتها أسبوعا..تغلق كل شيء.. تغلق هذا العالم.. تغلق مضيق هرمز بزوارق لمتظاهرين.. لا تستضيف في فنادقها غربيا واحدا من الجنسيات المشاركة في الحرب على الدول العربية والإسلامية.. تخرج إلى الشوارع بالملايين حاملة صور هتلر لتكسير الطابوه المحرّم.. تدخل في إضراب عن العمل لمدة شهر.. تحرّك حملة منسقة واسعة على النت لشرح قضاياها.. تسيّر مسيرات شعبية بالملايين باتجاه الحدود السودانية حيث يلعب الصليبيون لعبة الانفصال..ومسيرة نحو حدود العراق حيث يلعب الكلاب بتاريخ ومآثر العروبة والإسلام..ومسيرة نحو الشعب التركي تثمّن قومته..ومسيرة لمليون طفل نحو غزة.. تتحرك الجاليات في الخارج بالملايين.. تقاطع المنتوجات الغربية.. هل يتدخل الحاكم أيضا إذا نحن قاطعنا المنتوجات الغربية؟ يلزمنا بأن نشرب الكوكاكولا ونأكل الكنتاكي؟
أسبوع من الغضب المدروس يشل كل شيء ويزيد من تدمير الغرب اقتصاديا بعد هذا الذي هو فيه..
هل تستطيع أية جماعة منفردة أو دولة أن تفعل ذلك..؟!
هل يستطيع مريدو المشايخ وطرقهم إيصال الفكرة إليهم وإقناعهم بها؟
هل يستطيع المهرجون السياسيون العرب الذين تجدهم في كل محافل التقاط صور المواجهة والثورية الفندقية ترك طريقتهم لمرة واحدة للدخول معنا في طريقتنا لمرة واحدة؟!
حين تتحرك الأمة بمجموعها ،لا أحد يخاف من تحمل المسؤولية وهو ما يطمئن حتى الحكومات التي ستقول لحلفائها الغربيين أنها بريئة من كل ما يحدث.
مع العلم أنني لست حتى ضد التنسيق مع بعض الحكومات التي قد تقبل بالمشروع لمصالح تجنيها منه.
للمرة الألف..هل من جادين يعملون على تحويل نواة هذه الفكرة إلى مشروع؟
هل من سياسي ،داعية،شيخ، مفكر،مثقف، ذي نفوذ يستطيع أن يطلق هذه المبادرة ونحن له جنود وأتباع؟!
أم أنّ الواقع يدعونا إلى أن نعلن موت هذه الأمة وأن نكفر بكل ما فيها من الضجيج الكاذب..والدجل المغلّف بالتقوى والرجولة والشرف؟
أين الشرف ؟
بالله أين الشرف؟
نحن في الانتظار..
شعلة قلم
حنظلة من بلد المليار شهيد وشهيد
كم نسياناً علينا أن نعيش كي ندرك حقيقة , أننا وجدنا كي نغير شيئاً في هذا العالم , الذي ازدادت فيه الضواري ضراوة عن كل ما يعرفه ؟؟!!
نعم أنه عصر الوحوش , لكن البشر جميع البشر يجب أن يقاوموا مهما كلفهم هذا , وإلا ضاعت الأرض من جديد , واحتاجت لعشرة آلاف عام كي تتطهر من جديد .
فكم هولاكو سوف يعبر جسور بغداد ؟؟؟!!! كي ندرك أننا نحن الذين نسهر على الوحوش كي تكبر وتبتلع أحلامنا .. شرائعنا أدياننا .. انتماءنا .. نحن الذين نزرع الهزيمة بدل الانتصارات حين تضل عنا القيم والأخلاق وتتلاعب بنا المصالح والثروات والأهواء .
وتيجان الزيف في كل مكان تتلاعب بي كي تصنع مني دمية دون كل إنسانتي .. دمية لا تعرف إلا أن تنحني في حضرة أسيادها من عباد الثروة والوهم .
هكذا يسطر التاريخ بدم الأبرياء , لنغدو نحن مجرد شهود زور على عصر كان يحلم بأن يشمخ بنا , لكنه لم يجد ما يفاخر به .. لم يجد ما يقوله للأجيال الجديدة , سوى أن يطرق قائلاً : حاشا أن يكون هؤلاء المسوخ أبنائي .. حاشا أن أكون أنا من غرست فيهم تلك البقايا من الذلة والهوان .
قلوبنا ودروبنا صارت شتى , فيما كلنا رشفنا من النهر ذاته ومن التاريخ العابر لأشواقنا , ورضعنا ذلك الشوق وحنين الأرض , بعضهم صار يقتله كي يكون مثلهم , فكم يساوي مسخ أراد أن يكون عن هولاكو نسخة معدلة , فصار دمية فيها من العيوب والشروخ ما يجعلها سخرية الأجيال لعصور وعصور ؟؟؟!!!
ليبدو أبو رغال إعرابياً بريئاً أمام الذين صنعوا من ضلالات العصور بشارة وديناً جديداً , فهو لم يكن إلا إعرابياً ودليلاً إلى الكعبة , لكن كم كعبة هدمت لتعشش الثروة الملوثة في أيديهم وأيد أسيادهم , وكم كعبة ستهدم بعد ومسجد سيدنس , وماذا ينفعك أن تكون مجرد دمية محشوة بالقش تتلاعب بك الأيدي والمصالح ؟؟؟!!!
تتكلم بلساني , حاشا لمن كان وريث الأنبياء أن يغدوا العبيد لسان حاله .. حاشا أن أكون أنا حفيد النبي محمد عليه الصلاة والسلام وحفيد الحسين , من أن أكون مجرداً من تاريخي وأشواقي , ودمية في مسرح عرائس تلقن كل ما يجب عليها أن تقوله .
أريد أن أقول : أيتها العناكب أرحلي .
لكنني أجد ألف سيف يرفع لقتلي والدفاع عنها , فلله كيف أصبحنا أغراباً حتى عن حنين التراب الذي شببنا فوقه .. لله كيف أصبحنا أغراباً عن وطن صار فيه العبيد سادة علينا .. وصار فيه المسوخ أئمة يبشرون بالدجال الجديد نبياً , و ليكون هذا الدجال عنواناً لأزمنة البؤس هذه !!!!!!!!!!!
مع يقيننا أن قول نبينا عليه الصلاة والسلام , كان هو الحقيقة الساطعة , لكن ماذا تصنع بأقوام جعلوا للوهم أقداماً وأرجلاً ؟؟!! وقالوا : أنه الحق من ربك .
إلا أن تردد : لا حول ولا قوة إلا بالله .. كم دجالاً علينا أن نحارب .. كي يعود إلينا الحق مجرداً من كل
المصالح ؟؟؟!!!
أنتظر أن تكونوا معنا , فنحن نبحث عنه .. أجل نبحث عنه , عندك يا سيدي وعندك يا سيدتي فأنتم المعنيون بالتغيير ,ونحن لن نكون إلا محرضين على ميلاد سيكون ملأ العين والأفق والأسماع .
فهاتوا قبيل الصباح .. هاتوا لي حالماً لا يراهن على ما أقول , وسوف أصمت حينها وأقول : لقد ضاعت أمتي .. ضاعت أمتي .
ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه ووقف عندها
كتائب الفتح المبين