بسم الله الرحمن الرحيم ..
فلنتطهر جميعا بحبنا للعظيم العراق
ساعات قليلة وقليلة جدا ويسدل الستار عن وقت أرادوه منقذا لهم من ورطتهم ، ورطة أوقعوا الوطن والنفس بها ، حين رضيت نفوسهم المريضة وعقولهم العفنة التطاول على العظيم العراق تجاوزا لكل ما في الشرع من فضائل خير ومحبة واحترام للوطن وأهله بعد حب الله ورسوله المختار، واستهانة واستخفافا بكل ما في قاموس الوطنية والسياسة والأخلاق من مفردات ، بخنوعهم المذل الرخيص لقوى الحقد والضغينة التي ما برحت يوما استهدافها الأمة بكل عناصر نهضتها وحفظ كرامتها (العراق بمقدمتها كعنوان رئيس لها ) ، مائة يوما رغم التباين وعدم الوضوح بجهة تحديدها (وهو قطعا ليس مهما لنا كوطنيين عراقيين لسنا بمعيين لا من قريب ولا من بعيد بتخريجات المحتل وعملائه لما أسموه بعمليتهم السياسية والتي ولدت مشوهة كونها فعل سفاح )، وان كان للهالك بإذن الله نوري المالكي، الريادة في إعلانه لها تحت ضغط الشارع وحاجاته الوطنية والإنسانية ومأزق المحتل، فان في تحديدها والفشل المصاحب لها بكل شيء ، وما أصاب المواطن في العراق من تراجع فضيع على المستوى الشخصي ، وتدهورا شديدا على مستوى الأمن والخدمات والتداعي السريع والخطير لمقومات الدولة والتآكل الحاد لثوابتها الوطنية والقومية وبمستوى غير مسبوق على صعيد التاريخ أو الحاضر الذي نعيش ، والذي لم ولن تمر به دولة أو مجتمعا قطعا له من الإمكانات ما يمتلكه العراق ، لسبب جد بسيط ، يكمن في استحالة وجود مستوى من الخيانة والخسة والذل على مستوى المعمورة بين بني البشر يقترب مما لدى من يحكم العراق من خدمة المحتل اليوم باسم الوطنية والدين وكلتاهما منهم حتما براء ، ، وان كان العراق وطنا وشعبا قد منيَ بأفدح الخسائر جراء ذلك ، فان الخسارة الأعظم والتي لا تضاهيها خسارة هي التي لحقت بهؤلاء الذين اعتمرت رؤوسهم قبعة المظلومية المعتمدة زورا وبهتانا من قبل المحتل وعملائه كأساس من أسس تقويض الدولة العراقية والمجتمع العراقي ، والتي باتت خسارتهم فيها مضاعفة حين خسروا أنفسهم لما قدموه للمحتل وأعوانه من غطاء كان في أمس الحاجة له ، و زينوا له فرص الفوز بولاء العراقيين له ولأعوانه ، وليكتشف هؤلاء ولو بعد حين حجم السذاجة التي هم عليها وحجم الخداع الذي مورس بحقهم كي يبعدهم عن عموم الشعب المجاهد شعب العراق ، الذي لم تكتب صفحات تاريخه بغير مجاهدة المحتل من يكون ، وبغير الألفة الوطنية والمحبة المفرطة بعضهم لبعض وروح المصير الواحد وان تعددت الانتماءات ، فالعراق هذا هو ، وهكذا كان ، ولا يمكن لأي عاملا ماديا أكان أم معنويا وتحت أي ظرف من تغيير قناعاته وإيمانه المطلق بقدرته وطنا للعلا يمضي وللعدالة ينشد وكما أراده الله سبحانه وتعالى ، واليوم وعلى خلفية انقضاء ما حددوه هم من مدة لترصين وضعهم البائس ، والدعوات تترى لتعبئة الرأي العام بما سبق أن خدعوا المواطن البسيط به جهرا وخفية وتأجيج روح الطائفية كسبيلا وحيدا لا بد منه في حماية مصالحهم ، من حقنا نسأل ومن حق المواطن ممن اعتمدوه أساسا في توجههم المريض هذا ، في جميع مواقع تواجدهم التي هم من صاغ حدودها تناغما مع ما يحملوه من حقد على هذا الوطن وأهله ، والذي هم وصموه بالفتنة والطائفية المقيتة بما لا يتوافق وحقيقة الأشياء ، ليسأل ابن مدينة صدام (الثورة ) وليسأل ابن الكاظمية، وليسأل ابن كربلاء ، وليسأل ابن بابل وسوق الشيوخ ، وليسأل ابن النجف ، وليسأل ابن القادسية ، وليسأل كل مواطن أرادوا صبغه بصبغتهم الطائفية على مستوى العراق وهو في حل منها ، بعد أن سخّروه دون علمه لخدمتهم أو تاجروا باسمه وصوته زورا وبهتانا ، ما ألذي كسبه هو وما ألذي هم كسبوه ومن المستفيد في كل ما جرى وفقا لمنهجهم الطائفي هذا وما ذا سيستفيد على المستوى القريب والمنظور ، وبالمقابل ما حجم الخسائر التي ستلحق به آنيا أم على المستوى البعيد والفجر بزغ شعاع نوره ولم يبقى منه إلا الآذان معلنا على الملا حضوره ، وليقارن بين ما حصل عليه هو وأهله ومن يرتبط بهم كعائلة أو عشيرة أو قبيلة وغيرها على الصعيد المادي أو المعنوي ( عدا من ربط مصيره كاملا بمصير المحتل وسار بركبه ) ، وما حصل عليه هؤلاء العملاء من مزايا ومكاسب مادية سواء أكان داخل القطر أم خارجه ، بأموال سحت هي ملك العراق العظيم وشعبه الصابر ، وليتمتع بها هؤلاء سحتا دون وجه حق ، ولتمتلئ جيوبهم وأرصدتهم بالمال الحرام في وقت تتضاعف به حالات الانتحار جوعا ، ويعاني أهل الكرم والعزة أهل العراق بغالبيتهم قسوة العوز والجوع و الغربة والهجرة ، ولتتفتح للشيطان من النوافذ ما لا يدركه عاقل لولا مستوى التزام ومبدئية وإيمان أهل العراق ( حماهم الله لإيمانهم ودينهم ووطنهم )، وان كان من نصَّب نفسه وصيا على من سماهم بالمظلومين ، فهل له أن يحدد حجم ما قدمه لهم من مكاسب والسنوات من عمر الاحتلال ووظيفتهم التي نصبهم بها المحتل وجيء بهم لأجلها قد مضى عليها سنوات وليس فقط مائة يوم ، والمداخيل المالية للعراق قد تضاعفت عشرات المرات ، عدا ما قدم من منح دولية له ، ولكن صبت جميعها لمصلحة المحتل ومن تكلف بالإنابة عنه في تحقيق مصالحه ، اليوم وما يفصلنا عن انتهاء مدتهم التي أرادوها كسبا وأراد لها الله عز وجل أن تكون لهم عارا سوى برهة من وقت ، فهي بإذن الله ليس سوى إعلان رسمي لفشل الاحتلال والمشاريع الهجينة التي أراد لها أن تصبغ العراق والعراقيين بدل صبغة الإيمان والمواطنة الحق ، ولتؤكد بما لا شك فيه أن المعركة هي معركة إيمان أولا وأخيرا ، وان ليس للإيمان إلا أن ينتصر وان غلت التضحيات وطال الزمن ، وهي إعلان مدو لمن راهن على الاحتلال وقواته وخبرائه الأمنيين والسياسيين والاقتصاديين وغيره ، أن العراق لا يمكن أن يكون وينهض بغير أبنائه العراقيين الأصلاء ، وأنهم هم وعلى مدى التاريخ والحاضر أساسا وحيدا وفريدا لنهضته وعلو شأنه ومكانته ، وما المحتل سوى أداة شرذمة وإعاقة وتفتيت ، ولتمنحنا هذه المناسبة الأليمة العبرة والعبرة عن كل ما جرى لنا حين غادرنا الإيمان والمحبة والصدق مع النفس ،وسمحنا للآخرين ( المعرّفون بسوئهم ) بعلم أو من دونه الإنابة عنا في تقرير مصيرنا ومصير العراق اتكالا على محتل حاقد .
لعلنا ومن منطق الوفاء للوطن والاحترام لكل ما بذخ في سبيله والافتخار به يوم وقف العراقي الشهم الشريف متحديا وبكل اعتزاز ، يوم امتحنته الوطنية أصعب الامتحانات ، حين وقف شامخا أمام قتلة الوطن والشعب يرد كيدهم إلى نحورهم في معارك التحرير الكبرى وفي معارك الدفاع عن النفس والكرامة وفي تحمل الجوع لسنوات عجاف لم يمر بها شعبا من الشعوب مع انحسار شبه كامل للخدمات بسبب الحصار الظالم الذي تعرض له العراق وطنا وشعبا من اعتى قوة طغيان في التاريخ سانده فيها الشقيق والصديق قبل العدو ، وقف وقفته المشهودة والمتفردة التي لم يسبقها له احد ، حريصا على وطنه ، حريصا على عزته وكرامته ، مضحيا بالغالي والنفيس نصرة لما يؤمن به محافظا على حضوره الفاعل بين الأمم والشعوب ، شعبا موحدا ووطنا شامخا لم يجاريه احد بحجم عطائه للإنسانية من أفضال ، ورغم قسوة الظرف وحجم التداخلات الدولية والإقليمية وكثافة المخاطر حافظ على هيبته ومهابته ، وحافظ على أمن الإنسان الشخصي وامن المجتمع وبأغلب الظروف رغم شدتها، ودائما ما كان متطلعا للأمام والإيمان وبحتمية الانتصار ، وسعيه إعادة تعمير ما خربه الأشرار لم يغادر العقل الوطني ولا الأداة الوطنية التي ما برحت تعمل في اقسي المواقف لإبراء ذمتها أمام الله والشعب في الحفاظ على أمانة الله التي اؤتمنت والشعب الذي أولاها ثقته ،فهل يا ترى ونحن نعيش النقيض دون خوض بالتفاصيل لعجز القلم عن وصف ما يجري في كل المجالات بعد أن سلم الوطن لحفنة من الرعاع ، الذين عمدوا التخريب وتربوا على ذلك وهم خارج العراق لإلحاق الأذى بكل ما يمت للوطن من صله إنسانه كان أم بناءه ، أرضه سماءه مياهه وجميعها باتت أهداف يتفاخر من يحكم اليوم إلحاق الأذى بها ،واليوم وبعد أن نفذ المحتل الغادر غزوه العراق وبمعونة وطلب من هؤلاء حاملوا جنسيته زورا وغدرا ، ودمر ما دمر وقتل من قتل وهجر من هجر وغيرها من الحالات الإنسانية التي يشيب لها رأس الوليد ،والتي آخرها وليس أخيرها اعترافهم بفشل مشروعهم ألاحتلالي وانقضاء مدتهم التي أرادوها دون الرغبة في التحرر مما أرادوه أو جاءوا به أو ممن جاء بهم ، فهل من اعتاد النجاسة وتركبتّه من رأسه إلى أخمس قدمه ، حافل بان يسعى للطاهرة التي بها مقتله ، هذا هو حالنا للأسف وان لم يتعاضد العراقيون الأشراف ويتركوا خلفهم كل حزازات الماضي ويبدأو صفحتهم الجديدة وبمن فيهم أولئك الذين طبلوا عن جهل للحكام الجدد وللمحتل الذي جاء بهم وللهاث وراء فتاته ، بعد أن يتطهر من الإثم العظيم ، فأن مصيرنا جميعا مهدد بزوال الهوية ، ولن ينفعنا حينها موقف شريف هنا ، أو موقفا مؤمنا هناك ، فلنتطهر جميعا وننشد رضا الله من خلال حماية الوطن بيتنا العراق وأهله ودحر المحتل ومن استعان بهم من العملاء .
بغداد في 2حزيران2011
عنه/غفران نجيب