بسم الله الرحمن الرحيم
صَدَّام حُسَين ..مَشروعَ عِتقٍٍ لِلأمَة ونَهضَتِها
سَيدَ العَصْرِ سَلاما
سَيدَ العَصرِِ عُذراً إن عَمَّ ضَباب
وحُزناً أن تاهَ في صَحوَتِها بَعضُ شَباب
شَديدَ ألم، أُناسا خَلعت العِزَ وثَوبَها
عاريةًً تَرتَعِدُ أن ليسَ لها والتَضحيةَ اقتراب
أشباه رجال للبطولة تقمصت وادعت
حِينَ البأسِ هَلعاً هَربت وسِحرِها ذَاب
لا جَهلاً ولا فقدانَ بَصرٍ ولا مصاب
بَل خنوعاً لما أرادهُ الطامِعُ مِن خِطاب
مُثل سامية انتُهِكَت وإلى زوال دُفِعَت
العَقلَ اغتيلَ والعِرفُ وفُرِِضَ سلوكَ الغاب
تَسابقاً للسُحت وحَرام المَكسَب هَرعوا
ولِقيمَ الأمة تنكَّروا وآزروه بإعجاب
بِطيبَ الخِصالِ والفَضيلة عَبِثوا ودنَّسوا
وطِباع الغاصِب الحاقِد تَلبَّسوها ثِياب
فِسقاً ، لهم دِيناً ابتَدعوا وله تَحَزَّبوا
وبه تَعصباً تَآمَروا وتَوزَّعوها أحزاب
امتثالاً رخيصاً لِما أَراد وبهم أصاب
ليجريَّ سَيلَ دَمٍ وحَياة تنازَعَها مِثقاب
الحُلم اُستُبيحَ والعِفةُ والعقلُ والباب
وطورِدَ الحارسُ الحُرُّ الواثِقُ الوَثَّاب
استُهدِفَ كُل مَن أضافَ لِلبِناءِ لَبنَةً
وَاجتُزَّ عُنقَ الباسِلُ والطيَّار الشِهاب
اذرِعٌ لِحَملِها القلمَ النَزَيه تَم بَترَها
السِنٌ لَم تَألفَ غَيَرَ صِدقاً نَالَها العِقاب
أواصِرَ نَسَبٍ ووِصالَ حُبٍ عَمداً قُطِعَت
لِيَغرقَ العَظيمَ الوطن بِظُلمةِ، ووهنٍ وخَراب
سُنون شِدادٌ مَرت ما لهُم بها قِطاف
فُضح بها زَيفهم ، ترويعا وغَدر أصَحاب
أبا عَديِّ..لَم تَكف الأمة بَرهةً تَبكيكَ دَماً
وما ضَاعَ عَن مُخلصها صَحيحَ الجَواب
انتَزَعتَ مِن بينِ بَراثِن الحِقِد لِلوطن حَقه
وعِلماً عدتَّ به قَومك فجَهلاً عَنهُم غَاب
ولِمَصلحة الأمَة جَاهداً سَعيتَ بلا ارتِياب
لقد عَاهدت وَكُنتَ لِصوَن العَهد ذلكَ الوهَّاب
جَريمَتهُم الغَََدر بِك كَانَ صَريحاً عنوانها
وبها اليَوم نَجني شَديدَ سوءٍ ورُّضاب *
بِرَحيلكَ جَسداً تَكرَّست العَمالة تَفتُقاً
والغاصِبُ الغَادِرُ رَاحَ مُدَنِساً المحِراب
تَسلَّخَتْ الأوطان عَمداً عن مَجد عُروبَتها
وتَعمَّقَ ذلَّ الحاكِمُ الخَانِعُ وبه المصاب
تأسَّدَ مَن كانَ لِلعِزَةِ والضَميرِ فَاقداً
وتَوسَّدَ الدينَ زَيفاً فَاسق كذابا نهّاب
بَهَولِ الرخَص وظِِّفَت قِواهُم لِما أراد
مَن شَتَتَ الجَمع وفَرقَّ الأحِبَةَ والتُراب
لِقيَمَ الدين ومَا وصَّى به ما بَرِحوا تَنكراً
وعَن فحولتهم تَخلوا دونَ اجرٍ ولا عِتاب
لَيَسَ لَهُم في الرجولة إلا اسِمَها
وما هُم لغير السَوابِقِ إلا أرباب
ضِباعٌ تَنَهَش بطريقها كُلَّ ذي لِبٍّ
تعَفِّرت نَجَساً بَيَنَ جِيئةٍ وذِهاب
أرادوها قَفزةَ عَاجِزٍ وصَحوَةَ مَيتٍ
لِيتغنى القَوم قََسراً بِِصَوت غُراب
عَمَدوا لِلخِسة والقََسوَة وما فَلِحُوا
تَنَوعوا قتلاَ وَما نالوا غَيرَ صَداً وسَراب
أُوصِدت نَوَافِذَ بِوَجههم وغلِّقت أبواب
وفِعلاً لِلفتيةِ يَقضََّ المَضجِعَ والحِجاب
وبِرُوحِكَ الطاهِرةُ لَم يَُترَك لَهُم مَهرباً
تَحفَّ بِجِهادنا مُبشرةً أَن للإيمان المآب
سَيدَ العَصر سلاماً أنى تَحل سَجاياك
وعَهداً تَصدح به قلوبٌ ومَآذِنَ وقِباب
لا نَكونَ لِلوفاءَ به غَير مشروعَ شَهادةٍ
ولَن نَحيدَ عَنه طالما في ألبَيت ذئاب
أن لا يَكونَ عِراقنا غَيرَ لِلعدلِ رايةًًً
ولَِلعروبة سندا مُعزِزا للِنهَجَ الحُر الصَواب
بغداد في 29 كانون اول2011
عنه/غفران نجيب
* الرُّضاب : للريق .. تقطع الريق بالفم ، جفافه